سورة يس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


قوله عز وجل: {وهم لهم جندٌ محضرون} يعني أن المشركين لأوثانهم جند، وفي الجند ها هنا وجهان:
أحدهما: شيعة، قاله ابن جريج.
الثاني: أعوان.

{محضرون} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: محضرون عند الحساب، قاله مجاهد.
الثاني: محضرون في النار، قاله الحسن.
الثالث: محضرون للدفع عنهم والمنع منهم، قاله حميد. قال قتادة: يغضبون لآلهتهم، وآلهتهم لا تنصرهم.


قوله عز وجل: {أو لَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خلقناه مِن نفطةٍ} فيه قولان:
أحدهما: أنها نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يجادله في بعث الموتى، قاله عكرمة ومجاهد والسدي.
الثاني: أنها نزلت في العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أيحيي اللَّه هذا بعدما أرمّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعم ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم» فنزلت هذه الآيات فيه، قاله ابن عباس.
{فإذا هو خصيمٌ مبينٌ} أي مجادل في الخصومة مبين للحجة، يريد بذلك أنه صار بعد أن لم يكن شيئاً خصيماً مبيناً، فاحتمل ذلك أمرين:
أحدهما: أن ينبهه بذلك على نعمه عليه.
الثاني: أن يدله بذلك على إحياء الموتى كما ابتدأه بعد أن لم يكن شيئاً.
قوله عز وجل: {وضَرب لنا مثلاً ونَسي خلقه} وهو من قدمنا ذكره ويحتمل وجهين:
أحدهما: أي ترك خلقه أن يستدل به.
الثاني: سها عن الاعتبار به.
{قال مَن يُحْيِ العظَامَ وهي رَميمٌ} استبعاداً أن يعود خلقاً جديداً. فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيبه بما فيه دليل لأولي الألباب.
{قل يحييها الذي أنشأها أول مَرَّة} أي من قدر عل إنشائها أول مرة من غير شيءٍ فهو قادرعلى إعادتها في النشأة الثانية من شيء.
{وهو بكل خَلقٍ عليم} أي كيف يبدئ وكيف يعيد.
قوله عز وجل: {الذي جَعَلَ لكم مِنَ الشجر الأخضر ناراً} الآية أي الذي جعل النار المحرقة في الشجر الرطب المَطفي وجمع بينهما مع ما فيهما من المضادة، لأن النار تأكل الحطب، وأقدركم على استخراجها هو القادر على إعادة الموتى وجمع الرفات.
ويحتمل ذلك منه وجهين:
أحدهما: أن ينبه الله تعالى بذلك على قدرته التي لا يعجزها شيء.
الثاني: أن يدل بها على إحياء الموتى كما أحييت النار بالإذكاء.
قال الكلبي: كل الشجر يقدح منه النار إلا العناب.
وحكى أبو جعفر السمرقندي عن أحمد بن معاذ النحوي في قوله تعالى {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر} يعني به إبراهيم، {ناراً} أي نوراً يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.
{فإذا أنتم منه توقِدون} أي تقتبسون الدين.


قوله عز وجل: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} فيه وجهان:
أحدهما: معناه أن يأمر فيوجد.
الثاني: ما قاله قتادة أنه ليس شيء أخف في الكلام من (كن) ولا أهون على لسان العرب من ذلك، فجعله الله تعالى مثلاُ لأمره في السرعة.
{فسبحان الذي بيده ملكوت كلِّ شيءٍ} فيه وجهان:
أحدهما: خزائن كل شيء.
الثاني: ملك كل شيء إلا أن فيه مبالغة.
{وإليه ترجعون} يعني يوم القيامة، فيجازي المحسن ويعاقب المسيء.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيءٍ قلْباً وإنَّ قلْبَ القرآن يس، ومن قرأها في ليلة أعطي يُسْر تلك الليلة، ومن قرأها في يوم أعطي يُسْرَ ذلك اليوم، وإنّ أهل الجنة يرفع عنهم القرآن فلا يقرأون منه شيئاً إلا طه ويس».

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7